الشرك الاكبر في بيوت اهل التوحيد

الشرك الأكبر في بيوت أهل التوحيد

--------------------------------------------------------------------------------

تفاقمت ازمة قنوات الدجل والسحر والشعوذة والتي اشرنا لها في تحقيق العدد الماضي حيث اكد عدد من العلماء والفقهاء والاعلاميين خطورة هذه القنوات على العقيدة وانها كفر صريح خصوصاً بعد ان كثر تهافت الناس عليها ودعوا شركات الاتصالات في العالم العربي لعدم التعامل مع هذه القنوات على غرار ما فعلت شركة الاتصالات الكويتية التي اوقفت التعامل معها وطالبوا وزارات الاعلام وجامعة الدول العربية بتفعيل ميثاق الشرف الاعلامي لوضع خطوط حمراء للقنوات الفضائية التي تحد من انتهاكات هذه الفضائيات ضد العقيدة والدين.

(الرسالة) تابعت الحملة ضد هذه الفضائيات واستعرضت آراء العلماء والفقهاء والاعلاميين ورصدت بعض المخالفات الشرعية لما يبث في برامج السحر والدجل من تسويق للسحر والشرك الاكبر في التحقيق التالي:

عودة للجاهلية

بداية تحدث الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي عضو المجمع الفقهي الاسلامي وعضو هيئة التدريس بجامعة دمشق قائلاً: ان اول ضربة وجهها الاسلام ضد الجاهلية العربية هو انكاره للدجل والشعوذة والخرافات حيث ابطلها وامر بالتوجه نحو عبادة الله وحده والعمل بكل مقتضيات الاسلام وقد قام على امور ثلاثة اولها الوحدانية لله عز وجل والامر الثاني اعمال العقل بالتفكير والتدرب وتفجير الطاقات وتوجهها وثالثها العمل بالعلوم التي احرزتها عقول المفكرين والحكماء مؤكداً ان الاسلام هدم ما قام عليه المجتمع الجاهلي، واضاف مشيراً إلى ان كثيراً من الناس في الوقت الحاضر قد ابتعدت عن الدين واتجهت في اتجاهات مادية سوقت لها الفضائيات الرخيصة، مبيناً ان هؤلاء يعتبرون مخربين لفكر الامة وحضارتها، مطالباً العامة بالامتناع عن اللجوء إلى هؤلاء الدجالين الذين يبتزون الناس ويأخذون اموالهم بالباطل، موضحاً ان الايمان يحرم اللجوء لهؤلاء (من اتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد) ومعرفة الغيب من اختصاص الله عز وجل (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً) مبيناً ان اكثر الناس تصديقاً للدجالين هم العوام. لافتاً إلى ضرورة توعية الناس بالرقية الشرعية التي تعمل على آيات القرآن والادعية الواردة في السنة النبوية، اما هذه الخزعبلات فهي اباطيل ومن يشرفون على هذه الفضائيات فهم عناصر ضالة ومخربة، لافتاً إلى ضرورة توعية الناس بخطر هؤلاء وبيان حكم اللجوء اليهم فحتى الاتصال الهاتفي ببرامجهم ينطبق عليه الحكم الشرعي لان من يلجأ اليهم ويعتقد انهم سيحلون ضيقة رزقه أو يشفونه من مرضه فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكداً ان هذه الفضائيات هي نتاج جاهلي تحط بها العزائم وتفكك العقيدة وتهدد الامة في استقرارها وسلامة منهجها.

إدعاء الغيب

اما الدكتور حسين حامد حسان رئيس مجمع فقهاء الشريعة في امريكا وعضو المجلس الاوروبي للافتاء والبحوث فقال حقيقة لا اتابع هذه الفضائيات ولا علم لي بها مشيراً إلى ان ادعاء علم الغيب محرم شرعاً وهناك نصوص شرعية دالة على ذلك (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً* إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ) مؤكداً ان هؤلاء الدجالين والمشعوذين والسحرة كافرون فكيف يصدق الناس مثل هؤلاء، لافتاً إلى ان الاسلام دل على الطرق الصحيحة للرقية الشرعية والتي وردت في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم واضاف قائلاً: اما ما يدعيه هؤلاء القائمون على القنوات حسب ما سمعت من ادعاء علم الغيب فهو كذب وكفر، داعياً الناس إلى مقاطعة مثل هؤلاء لانهم شر مستطير يهدد كيان الامة.

تفعيل الميثاق

الاعلامي حمد القاضي رئيس تحرير المجلة العربية قال بكل اسف اضحت القنوات الفضائية التي فرحنا بها في البداية طامة كبرى علينا فمن حين لآخر تظهر علينا ببدع جديدة ما انزل الله بها من سلطان، فاضحت اغلب القنوات الفضائية في سمائنا العربية اما قنوات جدال وتفريق للامة وتشتيت الجهود في برامجها التي تسمى حوارية، أو قنوات عري وتفسخ وكأن اهم ما لدى اجيالنا العربية هو الرقص والغناء التافه والرخيص، مشيراً إلى ان الطامة الكبرى كانت بظهور فضائيات الدجل والشعوذة والتي يدعي من يظهر فيها علاج الامراض والشفاء من الادواء، مبينا ان هؤلاء الدجالين يستغلون ضعف الناس وحاجة المريض إلى لمسة شفاء بالدجل والكذب والاستغلال، داعياً إلى ضرورة تفعيل ميثاق شرف الاعلام العربي من قبل وزارات الاعلام وجامعة الدول العربية بحيث يكون هناك معايير للقنوات التي يتم افتتاحها وجزاءات صارمة باتجاه القوات التي تحاول تفريق الامة العربية أو نشر العهر بين اجيالها أو نشر الدجل والشعوذة والكذب على الناس لافتاً إلى ضرورة ايقاف هذه القنوات بمقاطعتها ودعوة وزارات الاعلام في الدول التي تبث منها لايقافها لانها خطر على الامة الاسلامية.

كفر صريح

ورأى الدكتور وليد الطبطبائي عضو مجلس الامة الكويتي والمفكر الاسلامي المعروف ان ما يمارس في قنوات الدجل والشعوذة كفر صريح، محذراً المسلمين من الانسياق وراء اكاذيبهم، وطالب الجهات التي تبث عبرها القناة مثل النايل سات إلى ايقاف بثها، وشركات الهواتف بوقف التعامل معها، والناس بمقاطعة هذه البرامج التي تبث الكذب والدجل والسحر وهو خطر يهدد الامة في عقيدتها.

مشيراً إلى أن مجلس الأمة الكويتي سبق وأن طلب من الشركة الكويتية للاتصالات وقف التعامل مع هذه القنوات وبالفعل استجابت، مطالباً باقي شركات الاتصالات في باقي الدول العربية والإسلامية بالسير على غرار الشركة الكويتية لافتاً إلى أن ايقاف التعامل مع هذه القنوات كفيل بإغلاقها والتخلص من شرورها وآثامها، وبين الدكتور الطبطبائي أن سبب إقبال الناس على هذه الفضائيات يعود بسهولة الاتصال بهم خصوصاً أن هناك أناسا يخشون الذهاب للسحرة والدجالين، مؤكداً أن قلة الإيمان وضعف الوعي، يقود الناس للاتصال بهم بالإضافة إلى أن كثيراً من هؤلاء الدجالين يتظاهرون بالتدين والصلاح وحفظ القرآن وخدمة المجتمع للتغرير بالناس والتدليس عليهم، مبيناً أن الناس مهما بلغ الوعي لديهم فإن كثيرا منهم يتسامون للدجالين معتبرا ما يقومون به من أفعال كفر صريح وعلني وهو في منتهى الخطورة .